الثلاثاء، 2 فبراير 2016

الاعلام الجديد والتفاعلية



الاعلام التفاعلي :
يمثل الاعلام التفاعلي فرصة للجماهير لكي تقدم نفسها للآخرين فوسائل الاعلام الحديثة وإمكاناته التفاعلية فتحت الباب واسعا أمام الجمهور بوضع ما يريد على شبكة الإنترنت متخطيا حدود الزمان والمكان والحواجز الأمنية ومشاركا في صنع الأخبار والأحداث كما أن العالاقة بين التفاعلية والاعلام الجديد هي علاقة طردية فكلما زادات التفاعلية زاد دور الاعلام الجديد وكلما زاد دور الاعلام الجديد زادت قيم التفاعل وهذا يصب في خانة تطوير الأداء الاعلامي وإثراء المعرفة .

لقد ساهم الاعلام الجديد في تحويل المستقبل من متلقي سلبي للرسالة الاعلامية إلى مراسل وشريك فاعل ونشط يشارك وسائل الاعلام في صنع الخبر وإثراء البرامج ومناقشتها وطرح الآراء وإبداء المقترحات .

هذه المزايا جميعا تتوفر في شبكات التواصل الاجتماعي كفيسبوك ويوتيوب وتويتر وغيرها وقد أصبحت هذه الشبكات جزءا من العملية الاعلامية بعد أن عزفت وسائل الاعلام كثيرا عنها وأصبحت مصدرا مهم للتفاعلية والمشاركة الإيجابية بل والمنفعة المتبادلة بين المتلقي والوسيلة فالمتلقي تمكن من نقل آرائه والتفاعل مع قضاياه والوسيلة استفادت نقل الآراء وشغلت برامجها دون أن تتكلف كثيرا كالبرامج التي تقوم على استطلاع آراء الناس حول قضايا معينة .

وبالتالي ساهمت بكات التواصل الاجتماعي في دخول عناصر جديدة لتقديم الرسالة الاعلامية التي لم تعد مقصورة على القائم بالاتصال كذلك فإن توفر الإنترنت والهواتف النقالة الذكية ساعد في توفير المواد الاعلامية سواء كانت نصوص أو صور أو فيديوهات بل أن الهواتف الذكية كانت مصدرا حيويا في كثير من الأحداث المهمة التي كانت السلطات فيها تمنع وسائل الاعلام من التصوير ولعل الثورات العربية هي أكبر مثال على أهمية الهواتف الذكية في نقل الأحداث وقت وقوعها .

إن أهم ميزة في الاعلام الإلكتروني هي التفاعلية والسرعة في ايصال المعلومة للجمهور على خلاف الاعلام الكلاسيكي وخاصة الصحافة الورقية أضافة إلى التفاعلية المتمثلة في تعليق وسبل الآراء وهذا ما يضفي ديناميكية أكثر على الاعلام الإلكتروني وينهي نهائيا الطريقة العمودية في التواصل اذ لا يمكن الحديث عن قارىء وكاتب فحسب ومن هنا تتمكن الصحيفة الإلكترونية من تعديل محتواها وتتفاعل مع تعليقات القراء .

لقد أحدثت وسائل الاعلام الجديد ثورة في المحتوى الاعلامي وذلم من خلال خفض مستوى الاحترافية المطلوب للإعداد حيث أصبح بالإمكان قيام الهواة بإعداد ذلك المحتوى دون الحاجة إلى تعقيدات احترافية اللازمة في المؤسسات الاعلامية التقليدية وبتكلفة منخفضة جدا وقد أدى ذلك إلى مايسمى سيطرة النخبة على إعداد المحتوى الاعلامي.




مزايا وسلبيات الإعلام الجديد


أولا إيجابيات الإعلام الجديد : 

*يرى الكثير من الباحثين أن هذه الظاهرة الإعلامية الجديدة لها آثار اجتماعية كبيرة سلبية وإيجابية على المجتمعات العربية بما تقدمه من أنماط ومضامين إعلامية جديدة في المفاهيم والاتجاهات وبالتالي إحداث متغيرات وآثار عميقة على المجتمع العربي والتي يمكن أن نجمل الإيجابية في الآتي : 

1_ ساهمت هذه الظاهرة في إيجاد أطياف وأشكال أخرى من التواصل لم تكم متاحة من قبل وفرص مهمة لمعرفة الحقائق والمعلومات عن قرب والتعرف على حياة الشعوب الأخرى .

2_ ساهمت في تنمية وعي الأفراد والمجتمعات وأطلعتهم على عوالم وفضاءات لم يكن من الممكن الإطلاع عليها لولا هذا الإعلام الجديد وهذه هي الثورة التكنولوجية المعاصرة .

3_ تعزيز مكانة الفرد في واقعه المجتمعي الفعلي فهي تقرب المسافات وتيسر الاتصال والتواصل والتفاعل في أي وقت .

4_ أن ثورة الاتصال تفيد في الانفتاح الذي يؤدي إلى اكتشاف نقاط الضعف والخلل في بنية العلاقات المتبادلة بين الشعوب والأمم والحضارات والثقافات المختلفة .

5_ يستخدم الإعلام الجديد لإبقاء القراء على الإطلاع بالقصص التي تغطيها صحيفة معينة وتقديم اقتراحات إلى المؤسسة الناشرة هذه العلاقات في الاتجاهين تمكن القراء من الثقة أكثر في نوعية وأهمية التقارير والمعلومات والأخبار المتداولة والنتيجة تكون أخبارا أكثر تفاعلية.

6_ إن حيز الإعلام الجديد هو نظام إيكولوجي أو بيئي للمعلومات حيث يعتمد المواطنون على بعضهم البعض لإبلاغ القصة وتوزيعها وتصحيحها خلال تطورها دون التقيد بالمواعيد أو الجداول الزمنية للتوزيع فالأخبار تصبح كيانا عضويا لا ينتمي إلى أحد سوى الجمهور .

ثانيا سلبيات الإعلام الجديد : 

1_إحداث متغيرات في قوى الإنتاج عبر الثورة الإلكترونية مما قد يتناقض مع قيم المجتمع .

2_ انتشار البطالة وإهمال البعد الاجتماعي والإنساني واستيعاب النفوذ الاجتماعي بزيادة التفكك الاجتماعي .

3_ خلق إيجاد عادات وأعراف اجتماعية جديدة .

4_ تقليص الخدمة الاجتماعية والمجتمعية .

5_ إضعاف مسئولية وسيطرة الدولة على أدوات و آليات الحكم  والمنظومة الاجتماعية.

6_ إيجاد التوتر الاجتماعي والغربة واللامبالاة لدى الأفراد.

7_ المساعدة في صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها وهي ثقافة السوق وتجاوز الثقافة النخبوية وسلب الخصوصية .

8_ قطع الصلة بين الأجيال الجديدة بماضيها وتراثها والتأكيد على الجانب الفردي والنجاح الفردي وتهميش الثقافة الاجتماعية والوطنية واحتكار الصناعة الثقافية .

9_ بعض مواقع التعارف والمواقع الإباحية أو المواقع الإرهابية ومجموعات التعارف يؤثر في عقلية وفكر الشباب ونظرته إلى قضاياه ومجتمعة فانفصال أدوات الإنترنت الجديدة عن أي قيم أو ضوابط مجتمعية أصبح عنصر جذب للشباب الساعي إلى الحضور المجتمعي بشكل معين وتكوين طباع وصفات مختلفة فهذه الأدوات أتاحت للشباب الظهور بالشخصية المجتمعية التي يريدها ويصورها خياله لأن هذا المجتمع يوفر له كافة أشكال التفاعل وأوجه الحرية التي يفتقدها في حياته الواقعية .

10_ عزلة الفرد داخل العالم الافتراضي والتفاعل اليومي داخل الشبكات الاجتماعية فعلى الرغم من أتن الفرد يصبح كائنا عالميا في تواصله الافتراضي فإنه يصبح منعزلا عن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويحيط به .

11_ أكثر الأسباب التي جعلت الاعلام الجديد غير موثوق فيه كمصدر للخبر هو كون المستخدمين الذين ينشرون الأخبار عبر هذه الوسائل غير متخصصون في المجال الاعلامي .

12_ مساهمة الاعلام الجديد في نشر الشائعات خاصة اذا تعلق الأمر بقضايا إنسانية تغلب فيها العاطفة احيانا حيث تعتمد القنوات الفضائية الاخبارية على ما ينشر من خلال هذه المواقع .

13_إن من أكبر الانتقادات التي تتعرض لها المدونات والمواقع الاجتماعية هي أنها تفتقر إلى الانضباط والمسئولية لا سيما في التأكد من الحقائق حيث أن العديد من المدونين ليسو صحفيين مهنيين من حيث التدريب.