الاعلام التفاعلي :
يمثل الاعلام التفاعلي فرصة للجماهير لكي تقدم نفسها للآخرين فوسائل الاعلام الحديثة وإمكاناته التفاعلية فتحت الباب واسعا أمام الجمهور بوضع ما يريد على شبكة الإنترنت متخطيا حدود الزمان والمكان والحواجز الأمنية ومشاركا في صنع الأخبار والأحداث كما أن العالاقة بين التفاعلية والاعلام الجديد هي علاقة طردية فكلما زادات التفاعلية زاد دور الاعلام الجديد وكلما زاد دور الاعلام الجديد زادت قيم التفاعل وهذا يصب في خانة تطوير الأداء الاعلامي وإثراء المعرفة .
لقد ساهم الاعلام الجديد في تحويل المستقبل من متلقي سلبي للرسالة الاعلامية إلى مراسل وشريك فاعل ونشط يشارك وسائل الاعلام في صنع الخبر وإثراء البرامج ومناقشتها وطرح الآراء وإبداء المقترحات .
هذه المزايا جميعا تتوفر في شبكات التواصل الاجتماعي كفيسبوك ويوتيوب وتويتر وغيرها وقد أصبحت هذه الشبكات جزءا من العملية الاعلامية بعد أن عزفت وسائل الاعلام كثيرا عنها وأصبحت مصدرا مهم للتفاعلية والمشاركة الإيجابية بل والمنفعة المتبادلة بين المتلقي والوسيلة فالمتلقي تمكن من نقل آرائه والتفاعل مع قضاياه والوسيلة استفادت نقل الآراء وشغلت برامجها دون أن تتكلف كثيرا كالبرامج التي تقوم على استطلاع آراء الناس حول قضايا معينة .
وبالتالي ساهمت بكات التواصل الاجتماعي في دخول عناصر جديدة لتقديم الرسالة الاعلامية التي لم تعد مقصورة على القائم بالاتصال كذلك فإن توفر الإنترنت والهواتف النقالة الذكية ساعد في توفير المواد الاعلامية سواء كانت نصوص أو صور أو فيديوهات بل أن الهواتف الذكية كانت مصدرا حيويا في كثير من الأحداث المهمة التي كانت السلطات فيها تمنع وسائل الاعلام من التصوير ولعل الثورات العربية هي أكبر مثال على أهمية الهواتف الذكية في نقل الأحداث وقت وقوعها .
إن أهم ميزة في الاعلام الإلكتروني هي التفاعلية والسرعة في ايصال المعلومة للجمهور على خلاف الاعلام الكلاسيكي وخاصة الصحافة الورقية أضافة إلى التفاعلية المتمثلة في تعليق وسبل الآراء وهذا ما يضفي ديناميكية أكثر على الاعلام الإلكتروني وينهي نهائيا الطريقة العمودية في التواصل اذ لا يمكن الحديث عن قارىء وكاتب فحسب ومن هنا تتمكن الصحيفة الإلكترونية من تعديل محتواها وتتفاعل مع تعليقات القراء .
لقد أحدثت وسائل الاعلام الجديد ثورة في المحتوى الاعلامي وذلم من خلال خفض مستوى الاحترافية المطلوب للإعداد حيث أصبح بالإمكان قيام الهواة بإعداد ذلك المحتوى دون الحاجة إلى تعقيدات احترافية اللازمة في المؤسسات الاعلامية التقليدية وبتكلفة منخفضة جدا وقد أدى ذلك إلى مايسمى سيطرة النخبة على إعداد المحتوى الاعلامي.